أشكال الحماية

من يحصل على الحماية في ألمانيا يتاح له كذلك الإقامة فيها بعد إتمام عملية اللجوء، هناك ثوابت وعوامل مختلفة يمكن التعرف بواسطتها على مدى إمكانية إقرار الحماية لشخص ما، ولكل نوع من أنواع الحماية المتعددة متطلبات وحقوق مترابطة، فعندما تتقدمون بطلب اللجوء في ألمانيا تدقق الدائرة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين -الاسم المتعارف لها “BAMF– وفي تسلسل خطوات ثابت؛ فيما إذا كان يحق لكم أحد أشكال الحماية، أما القرار النهائي فيعتمد على الأسباب التي تجعل رجوعكم إلى بلدكم أمراُ متعذراً.


‌اللاجئ وفقاً لأحكام اتفاقية جنيف

اللاجئ هو ذلك الشخص المتواجد خارج بلده بسبب أنه مهدد هناك بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان بناءً على العرق أو الدين أو الجنسية أو الاعتقاد السياسي أو الانتساب إلى مجموعة اجتماعية معينة، واللاجئ كذلك هو من تتم ملاحقته سياسياً بسبب قناعاته أو شخصيته ولأجل ذلك لا يمكنه العيش في بلده؛ وحيث أن الحكومة القائمة في البلد المعني لا تحميه من أحد هذه التهديدات فلأجل ذلك هو محتاج إلى الحماية في بلد آخر، الفرق بين اللاجئين وبين الحاصلين على اللجوء السياسي ليس واسعاً؛ كلا نوعي الحماية يقومان في الأساس على المعايير القانونية المختلفة، حماية اللاجئ منصوص عليها في اتفاقية جنيف لللاجئين لعام 1951 وفي البروتوكول الإضافي لعام 1967 وأيضاً في فقرة حق اللجوء في الدستور الألماني المعروف بالقانون الأساسي، غير أن الأسباب الموجبة للاعتراف هي في الجوهر نفسها، وبحسب قانون اللجوء فإن الاعتراف غير ممكن بكم عندما تكونون آمنين في منطقة غير منطقتكم داخل حدود بلدكم الأصلي وتكون المعيشة فيها مقبولة بالنسبة لكم.
عندما يتم الاعتراف بلجوئكم فإنكم تستفيدون من حق الإقامة الذي يصدر في البداية لثلاث سنوات؛ وعندما لا تكون الأمور في بلدكم خلال هذه الفترة قد تحسنت فيتم حينها تمديد فترة الإقامة لكم.


‌حق الحصول على اللجوء وفقاً للقانون الأساسي

يمنح الدستور الألماني اللجوء للملاحقين السياسيين؛ بيد أن هذا يسري فقط عندما لا تكونون قد مررتم بـ “بلد آمن ثالث” خلال رحلة القدوم إلى ألمانيا، تعتبر كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى سويسرا والنرويج دولاً ثالثة آمنة؛ وبذلك تكون كل دول الجوار لألمانيا دول ثالثة آمنة، وتبعاً لذلك فلا يُمنح حق اللجوء لمن سلك طريقاً برية إلى ألمانيا، لهذا السبب يحصل عدد قليل نسبياً من الأفراد على اللجوء باعتبار المادة (16 أ) من القانون الأساسي، أما إذا كان سفركم عن طريق الطائرة فإنه يعترف بكم كحاصلين على اللجوء السياسي عندما تكونون مهددين بالملاحقة السياسية في حال رجوعكم إلى بلدكم، تكون الملاحقة السياسية معتبرة في حال وُجد خطر الموت أو التعذيب الجسدي أو الاعتقال أو أي اعتداءات أخرى مهينة للكرامة الإنسانية عليه بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الاعتقاد السياسي أو الانتماء إلى مجموعة اجتماعية معينة، ولابد أن يكون هذا التهديد واقعاً من قِبل السلطة السياسية الحاكمة، أي أن الملاحقة من قبل مجموعة مغايرة لا تكون معترفاُ بها إلا في حال أنها أزاحت السلطة الحاكمة أو أن الحكومة القائمة لا تحمي مواطنيها بالشكل الكافي، كذلك يجب أن تكون الملاحقة موجهة بشكل منظم ويستهدف شخصاً أو مجموعةً ما، أمّا إذا كانت معاناتكم بسبب تداعيات حرب أو كارثة طبيعية فإن هذا لا يعتبر ملاحقة سياسية، كذلك فإن حالة (حاصل على اللجوء السياسي) لا تمنح لكم في حال كان باستطاعتكم أن تجدوا أماناً من الملاحقة في منطقة أخرى في بلدكم ويكون العيش فيها بالنسبة لكم ممكناً بشكل يمكن تحمله.
عندما يعترف بكم كحاصلين على اللجوء السياسي فإنكم بالتالي تحصلون على إقامةٍ تخولكم البقاء في ألمانيا مدة ثلاث سنوات، وإذا لم تتحسن الأحوال في بلدكم فأنه يتم تمديد إقامتكم.


‌الحماية المؤقتة

يحصل الشخص على الحماية المؤقتة ولو كان غير ملاحقٍ لأسباب معينة مثل الحاصل على اللجوء السياسي أو اللجوء الإنساني، لكنه في الحقيقة مهددٌ بأضرار حقيقية نتيجة انتهاكات حقوق الإنسان، هذا ينطبق على الحالات التي يكون الشخص فيها مهدداً بالإعدام أو التعذيب أو بمعاملة غير إنسانية ومهينة أو بعقاب غير عادل، عذا ذلك فإن ضرراً بليغاً يقع عندما تكون الحياة أو السلامة الجسدية لشخص مدني معرضة للخطر بسبب صراع مسلح، كذلك تشمل الحماية المؤقتة حالات الأخطار العامة التي يمكن أن يشرد فيها المدنيين عبر حرب مسلحة؛ هذا ينطبق فقط بحسب الخبرة العملية الألمانية على الحالات التي يكون خطر الموت أو التعرض لإصابات بالغة جراء العنف كبيراً جداً.
عندما تحصلون على الحماية المؤقتة يكون لديكم حق الإقامة؛ وبالتالي يسمح لكم بالبقاء لمدة سنة على الأقل في ألمانيا، وعندما لا تكون الأحوال في بلدكم قد تحسنت فأنه يتم تمديد إقامتكم لسنتين أخريين.


‌الحماية الوطنية ضد الترحيل

إذا كنتم غير مصنفين في أحد الفئات التالية (حاصل على اللجوء السياسي أو لاجئ أو مستحق للحماية المؤقتة) فسوف تفحص دائرة اللجوء -كمخرج أخير- فيما كان ترحيلكم غير مسموح به؛ وذلك لأسباب أخرى، فإذا كنتم تعانون على سبيل المثال من مرض عضال لا يمكن مداواته في بلدكم الأم؛ فإنكم بالتالي تحصلون على حق الإقامة لمدة سنة قابلة للتجديد.
إذا كنتم عاجزين عن السفر لأسباب صحية أو لأنكم لا تملكون جواز سفر فإنكم لا تحصلون على حماية ضد الترحيل على هذا الأساس، فدائرة شؤون الأجانب تدقق في هذه الحالة فقط فيما إذا كان يسمح لكم البقاء مؤقتاً في ألمانيا.